يمكن أن يُمثل التعامل مع مجموعة من عيوب البناء في أي مشروع بناء تحديًا، كما أنه يستغرق الكثير من الوقت ومُكلف، وخاصة إذا كانت هناك نزعات قضائية. وعلى الرغم من ذلك، توجد خطوات استباقية مُثبتة يُمكنك أن تستخدمها خلال المراحل المختلفة للمشروع لتقليل عيوب البناء ومخاطر المسؤولية.
وهناك أسباب كثيرة تكمن وراء فشل مشاريع البناء. وتوجد مجموعة من العوامل يمكن أن تُساهم في عيوب البناء، من بينها التخطيط السيء، وعدم كفاية التدريب، ومراقبة الجودة غير الكافية. وبغض النظر عما إذا كان العيب كبيرًا أو صغيرًا في طبيعته، تظل المشكلة قائمة وهي أن العيوب عادة ما لا تُكتشف إلا بعد انتهاء العمل بفترة طويلة، كما أن دحض ادعاءات العيوب مُهمة تستغرق الكثير من الوقت (ومُكلفة).
ولتقليل احتمالية حدوث عيوب البناء والادعاءات المُكلفة التي قد تُصاحبها، فلا بُد من وجود ضمان جودة كامل في جميع جوانب تصميم وبناء وتشغيل مشروع التشييد.
ما هي عيوب البناء؟
عادة ما تتعلق عيوب البناء بضعف في عملية البناء، مثل ضعف في التصميم، أو المواد، أو المهارة الحرفية مما ينتج عنها فشل في بعض مكونات الهيكل قيد الإنشاء، ويتسبب في إيقاع الضرر بشخص أو بجزء من المبنى (ماليًا، أو غير ذلك). وبطريقة أُخرى، ليكون هناك عيب بناء يجب توافر البنود الثلاثة التالية:
- عيب في عملية التشييد الفعلية (ويكون ذلك بسبب وجود تصميم أو مواد أو مهارة حرفية دون المستوى المطلوب)،
- يجب أن يُسفر العيب عن فشل في الهيكل (الذي يتم بناؤه خلال المشروع)،
- ويجب أن يُسفر الفشل عن إيقاع ضرر بشخص أو بجزء من الممتلكات (سواء كان ذلك في شكل خسائر مالية أو أي أنواع أخرى من الخسائر).
وفي بعض الأحيان قد يكون العيب واضحًا مثل أنه لا يرقى لتوقعات العميل. وفي أحيان أخرى، قد يكون خطيرًا كخطأ في هيكل مبنى. وبالطبع، فإن عيوب البناء ونتائجها تختلف بشكل كبير بُناء على أصل خطورة المشكلة المطروحة.
ما هي الأنواع الأكثر شيوعًا من عيوب البناء؟
غالبًا ما يتم تصنيف عيوب البناء إلى نوعين واضحة أو كامنة (غير واضحة/مخفية)، وذلك بعد تحديد نوع العيب. فالعيب الواضح هو ذلك النوع المعروف أو الذي يُمكن ملاحظته على الفور عند التفتيش. وهذه هي المسائل التي يجب أن يرغب المقاول، او المقاول من الباطن أو عضو أي مهنة أخرى في اكتشافها خلال عمليات التفتيش الروتينية. وعلى الجانب الآخر، فإن العيوب الكامنة هي تلك العيوب المخفية أو بعبارة أخرى، التي يصعُب اكتشافها. وحتى ذلك الشخص الذي يقوم بالتفتيش بشكل سليم، فلن يستطيع على الأرجح اكتشاف العيوب الكامنة.
وعندما يكون العيب واضحًا، فإنه عادة ما يدل على إمكانية القيام بإصلاح بسيط. وحيث إن هذه العيوب في معظمها تجميلية في طبيعتها وتكون على السطح فقط، فغالبا ما يكون من السهل الوصول إليها وإصلاحها. وعلى الجانب الآخر، وبما أن العيوب الكامنة تكون غير ظاهرة بسهولة، فإن هذا يعني بالضبط أنها مخفية أو تُمثل خطأً عميقًا في المشروع. وتميل العيوب الكامنة بالتالي لأن تكون أكثر صعوبة قليلًا. ونستعرض فيما يلي الأنواع الثلاثة لعيوب البناء بتفصيل أكبر:
عيوب التصميم
وتكون هذه العيوب نتيجة ورقة عمل إنشائية غير دقيقة أو غير مُنظمة أنتجها المسؤول عن التصميم. وتُعد عيوب التصميم أخطاءً أو حالات إهمال في العمل. وعادة ما يتطلب إصلاح هذه العيوب إعادة تصميم المشروع واستبدال أحد المكونات، ويمكن إصلاح حالات الإهمال من خلال توسيع نطاق العمل للمقاول من خلال طلبات التعديل.
عيوب المواد
تنتُج “عيوب المواد” بسبب استخدام مواد بناء خاطئة أو تالفة. وعندما تكون الأخطاء تعود في الأصل إلى الشركة المُصنعة، فإن الأطراف التي تستخدم المواد غالبًا لا تكون على دراية بهذه العيوب إلا بعد دمج هذه المواد في المشروع. وغالبًا ما يكون إصلاح عيوب المواد باهظ الثمن بشكل خاص ويستغرق وقتًا طويلًا، وذلك نظرًا لاحتمال الحاجة إلى أعمال إضافية ومواد جديدة.
عيوب المهارة الحرفية
غالبًا ما تكون عيوب المهارة الحرفية هي أول فكرة تتبادر إلى ذهن الأشخاص عند التفكير في عيوب البناء. وتظهر هذه العيوب عندما يقوم المقاول بإنشاء هيكل أو جزء مكون لا يتماشى مع وثائق البناء. ويمكن أن تتراوح عيوب المهارة الحرفية من الأخطاء التجميلية الواضحة إلى مسائل تتعلق بالسلامة الهيكلية. وقد يكون من الصعب جدًا تحديد المسؤولية واكتشاف كيفية انتهاك ضمان جودة المشروع ومعايير سلامة المبنى.
كيف يمكنك تقليل عيوب البناء في مشاريعك؟
تُكلف عيوب البناء غالبًا مبالغ طائلة لإصلاحها، وذلك حسب نوع العيب وحجمه وخطورته. بعض العيوب البسيطة يمكن أن يتم اصلاحها بتكلفة منخفضة، بينما تكون تكاليف إصلاح العيوب الكبيرة أو الهيكلية عادةً مرتفعة جدًا. وتختلف تكلفة إصلاح عيوب البناء بشكل كبير حسب نوع العيب وخطورته، حجم المشروع البنائي، والمكان الجغرافي. إضافةً إلى ذلك، يمكن أن تتأثر التكلفة بعوامل أخرى مثل توافر المواد والأيام العمل المطلوبة وتكاليف العمالة.
عادةً ما تشمل تكلفة إصلاح عيوب البناء تكلفة المواد والتجهيزات اللازمة للإصلاح بالإضافة إلى تكلفة العمالة والوقت. يمكن أن تشمل أيضًا تكاليف إضافية مثل التأمين والتصاريح البنائية إذا كانت مطلوبة. وبالإضافة إلى تكاليف الإصلاح المرتفعة، فإن العمل دون المستوى يُمكن أن يضع سمعة شركتك على المحك، ويُكلفك فرص مشاريع مستقبلية. وتوجد طُرق عديدة لتقليل أخطار العيوب في مشاريع البناء الخاصة بك، بعضها سهل التنفيذ وتكلفته قليلة أو بدون تكلفة، والبعض الآخر يتطلب المزيد من الموارد لكن قد يساعدك على تجنب دعاوي قضائية مرتفعة التكلفة. لتقليل العيوب والادعاءات المرتبطة بها، يُمكنك اتباع النصائح التالية لضمان أن عملك البنائي خالٍ من العيوب:
- تأكد من أن جميع أصحاب المصلحة يمكنهم الوصول إلى أحدث رسومات ومخططات البناء، وخطط المشروع في جميع مراحل التشييد،
- التزم بتوصيات الشركة المُصنعة وجميع إرشادات الامتثال المتاحة للصناعة،
- اختر مواد ذات جودة عالية لمشروعك لتفي بإرشادات قانون البناء الوطني،
- قم بإجراء تقييمات أداء للمقاول من الباطن كما هو مطلوب،
- قم بإجراء عمليات تفتيش روتينية لمراقبة جودة الموقع وذلك لضمان أن نشاط جميع المشاريع يفي بالمعايير القياسية،
- قم ببناء ثقافة اتصال واضح في موقع العمل والتعاون المفتوح مع فريقك،
- قم بتوثيق جميع القرارات، والتغييرات، والطلبات، والاتصالات، والمهام داخل الموقع وخارجه سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
يُساعدك التعامل الاستباقي مع هذه القضايا المحتملة خلال دورة حياة المشروع على تقليل العيوب والأخطاء في أي مرحلة من مراحل البناء، كما يُساعدك على تقليل مخاطر التقاضي. وفيما يلي بعض عناصر المشروع التي يجب وضعها في الاعتبار والتي يُمكنك اتخاذها داخل الموقع أو خلال مرحلة البناء لتقليل احتمالية وجود عيوب بناء ومطالبات المسؤولية محتملة:
- قم بعمل اجتماع شامل قبل البناء مع عميلك لمناقشة نطاق المشروع وتوقعاته لمراقبة الجودة،
- استخدم عقودًا واضحةً لتحديد المُتوقع من الطرفين خلال التشييد، بما في ذلك الجداول الزمنية وإجراءات مراقبة الجودة،
- حافظ على علاقة عمل وثيقة مع أعضاء فريقك خلال جميع مراحل المشروع، بما في ذلك عمليات التفتيش والمراجعات،
- قم ببناء تواصل منتظم بين أعضاء فريقك والعملاء لكي يكون كل شخص على دراية بأي تغييرات أو تحديات تظهر،
- احتفظ بمسارات مهام واضحة وتفصيلية وذات طابع زمني لأي عيوب أو تغييرات أو تعديلات خلال عملية البناء.
يمكن أن تُساعدك هذه النصائح العملية على توفير آلاف الدولارات عند تصحيح المشكلات وتقليل الوقت والمجهود المبذولين في التحكم في الأضرار.
الخاتمة:
أصبحت إدارة عيوب البناء أكثر تقدمًا في السنوات الأخيرة مع استعمال التكنولوجيا الرقمية. وأصبحت العمليات اليدوية والورقية شيئًا من الماضي حيث تُقدم الأدوات الرقمية المبتكرة حاليًا حلولًا ثورية جديدة لهذا الجانب من جوانب أي مشروع بناء.
وتغيرت صناعة البناء للأبد بسبب التكنولوجيات الرقمية والتحول من طرق إدارة العيوب المعتمدة على الورق إلى الطرق التي تقودها التكنولوجيا. واستطاع هذا التطور السريع توفير قدرة الحصول على أفكار وبيانات فورية، وفي نفس الوقت تحسين كفاءة وفاعلية مراقبة عيوب البناء. وتقود الأدوات الرقمية هذا التحول، كما تُقدم مستوىً لا مثيل له من الراحة يُغير قواعد لعبة كيفية إدارة العيوب.
وللبقاء في إطار المنافسة في صناعة دائمة التطور، من الضروري البقاء على إطلاع على آخر التطورات. ولحسن الحظ، فإن التكنولوجيات الرقمية توفر لنا الموارد التي نحتاج إليها للمُضي قُدما وقطع خطوات كبيرة فيما يتعلق بسلامة البناء، وإدارة العيوب وخفض التكاليف. وتُعد إدارة عيوب البناء رقميًا أداة قوية ستُساعد على تشكيل مستقبل آمن لقطاع البناء.
هل تبحث عن برنامج إدارة عيوب الإنشاءات؟ اتصل بنا الآن وابدأ في استخدام منصة PlanRadar مجانًا لمدة 30 يومًا.